أما قوله تعالى :﴿حتى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ ففيه وجهان : أحدهما : حتى إذا فتحنا عليهم باب الجوع الذي هو أشد من القتل والأسر والثاني : إذا عذبوا بنار جهنم فحينئذ يبلسون كقوله :﴿وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُبْلِسُ المجرمون﴾ [ الروم : ١٢ ]، ﴿لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ [ الزخرف : ٧٥ ] والإبلاس اليأس من كل خير، وقيل السكون مع التحسير.
وههنا سؤالات :
السؤال الأول : ما وزن استكان ؟ الجواب : استفعل من السكون أي انتقل من كون إلى كون، كما قيل استحال إذا انتقل من حال إلى حال، ويجوز أن يكون افتعل من السكون أشبعت فتحة عينه.
السؤال الثاني : لم جاء ﴿استكانوا﴾ بلفظ الماضي و ﴿يَتَضَرَّعُونَ﴾ بلفظ المستقبل ؟ الجواب : لأن المعنى امتحناهم فما وجدنا منهم عقيب المحنة استكانة، وما من عادة هؤلاء أن يتضرعوا حتى يفتح عليهم باب العذاب الشديد وقرىء فتحنا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٣ صـ ٩٨ ـ ٩٩﴾