وقال ابن عطية :
﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾
ابتدأ تعالى بتعديد نعم في نفس تعديدها استدلال بها على عظيم قدرته وأنها لا يعزب عنها أمر البعث ولا يعظم و﴿ أنشأ ﴾ بمعنى اخترع و﴿ السمع ﴾ مصدر فلذلك وحد وقيل أراد الجنس، و﴿ الأفئدة ﴾ القلوب وهذه إشارة إلى النطق والعقل وقوله ﴿ قليلاً ﴾ نعت لمصدر محذوف تقديره شكراً قليلاً ما تشكرون وذهبت فرقة إلى أنه أراد ﴿ قليلاً ﴾ منكم من يشكر أي يؤمن ويشكر حق الشكر.
قال الفقيه الإمام القاضي : والأول أظهر وَذرأ معناه بث وخلق، وقوله ﴿ وإليه ﴾ فيه حذف مضاف أي إلى حكمه وقضائه، و﴿ تحشرون ﴾ يريد البعث، وقوله ﴿ وله اختلاف الليل والنهار ﴾ أي له القدرة التي عنها ذلك، والاختلاف هنا التعاقب، والكون خلفة، ويحتمل أن يكون الذي هو المغايرة البينة، وقوله ﴿ بل ﴾ إضراب والجحد مقدر كأنه قال ليس لهم نظر في هذه الآيات أو نحو هذا، و﴿ الأولون ﴾ يشير به إلى الأمم الكافرة كعاد وثمود، وقوله ﴿ لمبعوثون ﴾ أي لمعادون أحياء وقولهم ﴿ وآباؤنا ﴾ أي حكى المقالة عن العرب فمرادهم من سلف من العالم جعلوهم آباء من حيث النوع واحد وإن حكى ذلك عن الأولين فالأمر مستقيم فيهم، و" الأساطير " قيل هي جمع أسطورة كأعجوبة وأعاجيب وأحدوثة وأحاديث وقيل هي جمع سطر وأسطار وأساطير. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon