قال تعالى "وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ" لفضحكم أيها النّاس حالا ولكنه ستّار يحب ستر عباده، ولهذا اشترط أربع عدول سدا للباب لئلا يقدم كلّ أحد على ذلك فتظهر مفاسد لا تحمد عقباها "وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ" على من يتوب من عصيانه "حَكِيمٌ" (١٠) فيما فرضه من الحدود والأحكام على عباده، وهذا الحكم السّادس من الآيات البينات.
قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ" أي هذا البهت المختلق "شَرًّا لَكُمْ" عند اللّه يا آل محمد "بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"
عنده لا نزال سبع عشرة آية في البراءة منه وهذا الخطاب لحضرة الرّسول وزوجته عائشة وأبيها أبي بكر وصفوان المتهم بها ويدخل في هذه الآية كلّ من استاء من المؤمنين لأجله "لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ" من العصبة الّذين صبروا على هذه القرية "بقدر مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ" عقابا "وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ" وهو رأس المنافقين بن سلول "لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ" (١١) لأنه هو الذي أشاعه وخاض فيه ولم يتب حتى مات على نفاقه والعصبة والعصابة ما بين العشرة إلى الأربعين.