على ذلك الظّل، فلما لم يكن أحدا من وضع القدم على ظلك، فكيف يمكن أحدا من تلويث عرض زوجتك ؟ وقال علي كرم اللّه وجهه إن جبريل أخبرك ان على نعلك قذرا وأمرك بإخراج النّعل عنرجلك بسبب مالنصق به من القذر فكيف لا يأمرك بإخراج زوجتك بتقدير أن تكون متلطخه بشيء من الفواحش ؟
فاطمأن لقولهم وهو مطمئن من قبل، ولكن ليختبر ما عندهم.
قال تعالى مكذبا لأهل الافك "لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ" أي بهتهم ذلك "بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ" ليعلم صدقهم الظّاهري "فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ" (١٣) تشير هذه الآية إلى توبيخ كلّ من سمع بالإفك ولم يجدّ في دفعه وفيها احتجاج على المفترين بما هو ظاهرا الشّرع من وجوب تكذيب القاذف بلا بينة، وترمي إلى التنكيل به إذا قذف مطلق امرأة، فكيف بالصدّيقة حرم رسول اللّه وخيرته من خلقه وأم المؤمنين "وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ" أيها النّاس بامهالكم للتوبه وعدم تعجيل العقوبة بالدنيا "وَالْآخِرَةِ" بالمغفرة والعفو بحلمه وكرمه "لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ" من الإفك رجما بالغيب من غير علم ولا وثوق "عَذابٌ عَظِيمٌ" (١٤) لعظم ما خضتم فيه.


الصفحة التالية
Icon