واعلم أن لولا الأولى بمعنى هلا للتحضيض وهذه لا متناع الشّيء لوجود غيره والآتية كالأولى للتحضيض أيضا والرّابعة كهذه لا متناع الشّيء لوجود غيره، والخامسة أيضا مثلها واذكروا أيها الأفاكون "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ" من بعضكم ليس إلا "وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ" إنه حق أو صدق إذ لم يرسخ في قلوبكم صحته، لأن الشّيء يقع أولا علمه بالقلب، ثم يترجم عنه اللّسان، وهذا الإفك ليس إلّا قولا يدور على الألسنة، كذلك فيده اللّه بأفواههم وعظم وقوعه وهدد وأوعد عليه بقوله "وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً" أيها المختلقون فتذيعونه في نواديكم وتشيعونه بالطرقات وتتفوهون به في سموكم في بيوتكم وغيرها بقصد إفاضته لدى العامة كأنه ليس بشيء "وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ" (١٥) وزره كبير حوبه خطير عذابه، لأنه طعن في حب حبيبه التي يعلم طهارتها من كذبكم "وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ" على طريق التعجب والاستفهام "ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا"


الصفحة التالية
Icon