إشاعة السوءى، فعليكم معاقبة من يتفوه بها ظاهرا في الدّنيا، واللّه يعاقب على ما في القلوب من حب ذكر هذه الفاحشة إذا شاء في الآخرة أيضا "وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ" لعجل عقوبتكم ولم يمهلكم للتوبة لتستحقوا عذاب الآخرة كاملا "وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ" (٢٠) بعباده
ثم حذر تعالى عن اتباع ما يحوك في النّفس ويتردد في الصّدر من الوساوس القبيحة التي يدسها
الخناس في صدور النّاس عند الغفلة عن ذكر اللّه، فقال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ" بإصغائكم إلى هذا البهتان، وهذا الخطاب عام أيضا للمؤمنين الموجودين عند نزول هذه الآية كافة وهو عام أيضا في كل من يأتي من المؤمنين إلى يوم القيامة "وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ" فيميل إليها "فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ" كالشيطان، ومن كان كذلك فمأواه جهنم إذا لم يتب "وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ" أيها الخائضون في الإفك "ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً" ولا قبلت توبته، بل بقي ملوثا بسوئها "وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ" من الذنوب بتوفيقه إلى التوبة وقبولها منه "وَاللَّهُ سَمِيعٌ" لأقوالكم خيرها وشرها سرها وجهرها "عَلِيمٌ" (٢١) بأحوالكم وما في صدوركم قبل إظهارها، ويعلم ما تستحقونه من الثواب والعقاب.


الصفحة التالية
Icon