" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. سورة أنزلناها )
السّورة مدنيَّة بالاتِّفاق.
عدد آياتها أَربع وستّون فى العراقىّ والشامىّ، واثنتان فى الحجازى.
كلماتها أَلف وثلثمائة وستة عشر.
وحروفها خمسة آلاف وستمائة وثمانون.
المختلف فيها آيتان :﴿بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ و ﴿يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ﴾.
مجموع فواصل آياتها (لم نربّ) على الَّلام آية واحدة ﴿بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ وعلى الباءِ آيتان ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ و ﴿سَرِيعِ الحِسَابِ﴾ سميت سورة النُّور، لكثرة ذكر النور فيها (الله نور.. مثل نوره.. نور على نورٍ يهدى الله لنورهِ.. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
مقصود السّورة ومعظمُ ما اشتملت عليه : بيان فرائض مختلفَة، وآداب حدّ الزَّانى والزَّانية، والنَّهى عن قَذْف المحصنات، وحكم القذف، واللِّعان، وقصّة إِفك الصّدّيقة، وشكاية المنافقين، وخوضهم فيه، وحكاية حال المخلصِين فى حفظ اللِّسان، وبيان عظمة عقوبة البهتان، وذمّ إِشاعة الفاحشة، والنهى عن متابعة الشيطان، والمِنَّة بتزكية الأَحوال على أَهل الإِيمان، والشفاعة لمِسْطحٍ إِلى الصّديق، فى ابتداءِ الفضل والإِحسان، ومدح عائشة بأَنَّها حَصَان رَزَان، وبيان أَن الطيّبات للطيّبين، ولعن الخائضين فى حديث الإِفك، والنَّهى عن دخول البيوت بغير إِذن وإِيذان، والأَمر بحفظ الفروج، وغضِّ الأَبصار، والأَمر بالتَّوبة لجميع أَهل الإِيمان، وبيان النكاح وشرائطه، وكراهة الإِكراه على الزِّنا، وتشبيه المعرفة بالسّراج والقنديل، وشجرة الزيتون، وتمثيل أَعمال الكفار، وأَحوالهم، وذكر


الصفحة التالية
Icon