وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة النور
(سورة) [١] أي: هذه سورة، لأنه لا يبتدأ بالنكرة. والسورة: المنزلة المتضمنة [لآيات] متصلة. (فرضناها) [١] فرضنا العمل بها، فحذف. وفرضناها: فصلناها. (الزانية) [٢]
رفع على تقدير: فيما فرض، وإلا كان نصباً على الأمر. والابتداء بالزانية بخلاف آية السارق، لأن المراة هي الأصل في الزنا، وزناهن أفحش وأقبح. (والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك) [٣] لتغليظ الأمر على المسلمين في التزوج بالبغايا المشهرات في الجاهلية. وقيل: إنه نكاح وطء لا عقد، فإن غير الزاني يستقذر الزانية ولا يشتهيها.
(إلا الذين تابوا) [٥] الاستثناء من الفسق فحسب، لأن ما قبله ليس من جنسه، لأنه اسم وخبر، وما قبله فعل وأمر. (فشهادة أحدهم أربع شهادات) [٦]
نصبه لوقوعه موقع المصدر، أو يكون مفعولاً به للمصدر الذي هو الشهادة، كأنه يشهد أحدهم الشهادات الأربع، وتكون الجملة مبتدأ، والخبر: (إنه لمن الصادقين). أو تكون الآية كلها خبراً، والمبتدأ محذوف، أي: فالحكم أو الفرض شهادة أحدهم أربع شهادات/[...] لوقوع. (بالإفك) [١١] بالكذب، لأنه صرف عن الحق. (بل هو خير لكم) لأن الله برأها عنه وأثابها عليه. (والذي تولى كبره) عبد الله بن أبي بن سلول، جمعهم في بيته.
ومن عد حسان بن ثابت معه، عد حده [و]ذهاب بصره من عذابه العظيم. (لولا إذ سمعتموه) [١٢] أي: هلا. (إذ تلقونه بألسنتكم) [١٥] كلما سمعه سامع منهم نشره كأنه تقبله. وقراءة عائشة "إذ تلقونه"، والولق: [خفة] اللسان واستمراره بالكذب، من ولق يلق إذا أسرع [في الكذب].
[والأولق]: فوعل من هذا على أنه كان وولق. (ولا يأتل أولوا الفضل) [٢٢] لا يحلف على حرمان أولي القربى. (أن يؤتوا) [٢٢] أن لا يؤتوا، في أبي بكر حين حرم مسطح ابن أثاثة -ابن خالته-


الصفحة التالية
Icon