(كوكب دري) [٣٥] يجوز منسوباً إلى الدر في حسنه وصفائه. ويجوز أن تكون دروءاً على وزن فعول من الدرء، وهو الدفع للشياطين، فخففت الهمزة، وقلبت الواو الأخيرة ياء، لكونها على الطرف، وقلبت الواو الأولى لها ياء، فأدغمت، وكسر ما قبل الياء للاتباع. (توقد من شجرة مباركة زيتونة) لأن الله بارك في زيتون الشام. وقيل: تخصيصها، لأن دهنها أضوأ وأصفى، وأنه يسيل من غير اعتصار.
(لا شرقية ولا غربية) ليست من [شجر] الشرق دون الغرب، أو الغرب دون الشرق، ولكنها من شجر الشام واسطة البلاد بين المشرق والمغرب، فيكون أوسط الأشجار منبتاً وأكرمها مغرساً. وقيل: إنها ليست بشرقية في جبل يدوم إشراق الشمس عليها، ولا غربية نابتة في [وهاد] لا تطلع عليها الشمس. كما يقال: لا خير في المقناة والمضحاة. وال الحسن: المراد أنها ليست من [شجر] الدنيا التي تكون شرقية أو
غربية، ولكنها من شجر الجنة بدليل قوله: (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار). وعلى القول الأول: يكاد صفاء زيتها يلمع كضوء النار، وإن لم تمسسه نار./ وعن [أبي بن] كعب: أن هذا لا [يؤول] على ظاهره، ولكنه كما قال الله، (مثل)، فنور الله: الإسلام، والمشكاة: صدر المؤمن، والزجاجة: قلبه، والمصباح فيه: الإيمان، والشجرة المباركة: شجرة البنوة.
(في بيوت أذن الله أن ترفع) [٣٦] يعني المساجد، أي: هذه المشكاة فيها. والبيع: قد يكون [لغير] التجارة، لما يبيع الرجل غلة ضيعته، فلذلك جمع بينهما. وكذلك التجار: هم أصحاب الجلب والتجهيز، والباعة: هم المقيمون في البلدة. (تتقلب فيه القلوب) [٣٧] [بـ]ـلوغها إلى الحناجر. (والأبصار)