الحكم الثاني : ما هي شروط القذف؟
للقذف شروط لا بد من توفرها حتى يكون جريمة تستحق عقوبة الجلد، وهذه الشروط عديدة.. منها ما يجب توفره في ( القاذف ) ومنها ما يجب توفره في ( المقذوف ) ومنها ما يجب توفره في الشيء ( المقذوف به ).
أما شروط القاذف فهي ثلاثة ( ١- العقل، ٢- البلوغ، ٣- الاختيار ) فإن هذه أصل التكليف، ولا تكليف بدون هذه الأشياء والآية الكريمة وإن لم تشرط إلا عجز القاذف عن الإيتان بأربعة شهداء ﴿ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ ﴾ ولم تشرط العقل والبلوغ وعدم الإكراه، إلا أن ذلك من قواعد الشريعة التي عُلِمت من النصوص الأخرى فإذا قذف المجنون او الصبي أو المكره، فلا حد على واحد منهم لقوله ﷺ :" رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق " وقال ﷺ :" رُفعَ عن أمتي الخطأُ والنسيانُ، وما استكرهوا عليه " أي ما أكرهوا عليه من الأقوال والأعمال. ولأن العقل مدار التكليف، والمجنونُ لا يعتد بكلامه فلا يؤثر قذفه... أما إذا كان الصبي مراهقاً بحيث يؤذي قذفه فإنه يعزَّر تعزيراً مناسباً لكن لا يحد حد القذف.
لأن من شروط حد القذف البلوغ.
الحكم الثالث : ما هي الشروط اللازم توفرها في المقذوف؟
ظاهر الآية الكريمة ﴿ والذين يَرْمُونَ المحصنات ﴾ يتناول جميع العفائف سواء أكانت مسلمة أو كافرة، حرة أو رقيقة إلاَّ أن الفقهاء شرطوا في المقذوف خمسة شروط وهي :( ١- الإسلام، ٢- العقل ٣- البلوغ ٤- الحرية ٥- العفة عن الزنى ) وهذه الشروط يجب أن تتوفر في المقذوف حتىيقام الحد على القاذف وسنفصلها بعض التفصيل :


الصفحة التالية
Icon