﴿ والخامسة ﴾ أي والشهادة الخامسة للأربع المتقدمة أي الجاعلة لها خمساً بانضمامها إليهن، وإفرادها مع كونها شهادة أيضاً لاستقلالها بالفحوى ووكادتها في إفادتها ما يقصد بالشهادة من تحقيق الخبر وإظهار الصدق، وهي مبتدأ خبره قوله تعالى :﴿ إن لَّعْنَتُ الله عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الكاذبين ﴾ فيما رماها به من الزنا.
﴿ وَيَدْرَؤُاْ ﴾ أي يدفع ﴿ عَنْهَا العذاب ﴾ أي العذاب الدنيوي وهو الحبس عندنا والحد عند الشافعي، وسيأتي إن شاء الله تعالى تحقيق الكلام فيه ﴿ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بالله إِنَّهُ ﴾ أي الزوج ﴿ لَمِنَ الكاذبين ﴾ فيما رماها به من الزنا.
﴿ والخامسة ﴾ بالنصب عطفاً على ﴿ أَرْبَعُ شهادات ﴾ [ النور : ٨ ] وقوله تعالى :﴿ أَنَّ غَضَبَ الله عَلَيْهَا إِن كَانَ ﴾ أي الزوج ﴿ مِنَ الصادقين ﴾ فيما رماها به من الزنا بتقدير حرف الجر أي بأن غضب الخ، وجوز أن تكون ﴿ إن ﴾ وما بعدها بدلاً من ﴿ الخامسة ﴾ وتخصيص الغضب بجانب المرأة للتغليظ عليها لما أنها مادة الفجور ولأن النساء كثيراً ما يستعملن اللعن فربما يتجرين على التفوه به لسقوط وقعه عن قلوبهن بخلاف غضبه جل جلاله.
وقرأ طلحة.
والسلمي.
والحسن.
والأعمش.
وخالد بن أياس بنصب ﴿ الخامسة ﴾ في الموضعين وقد علمت وجه النصب في الثاني، وأما وجه النصب في الأول فهو عطف ﴿ الخامسة ﴾ على ﴿ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شهادات ﴾ [ النور : ٤ ] على قراءة من نصب ﴿ أَرْبَعُ ﴾ وجعلها مفعولاً لفعل محذوف يدل عليه المعنى على قراءة من رفع ﴿ أَرْبَعُ ﴾ أي ويشهد الخامسة، والكلام في ﴿ أَن لَّعْنَةُ ﴾ الخ كما سمعت في ﴿ أَنَّ غَضَبَ ﴾ الخ.


الصفحة التالية
Icon