﴿فشهادة أحدهم﴾ أي على من رماها ﴿أربع شهادات﴾ من خمس في مقابلة أربعة شهداء ﴿بالله﴾ أي مقرونة بهذا الاسم الكريم الأعظم الموجب لاستحضار جميع صفات الجلال والجمال ﴿إنه لمن الصادقين﴾ أي فيما قذفها به ﴿والخامسة أن لعنت الله﴾ أي الملك الأعظم ﴿عليه﴾ أي هذا القاذف نفسه ﴿إن كان من الكاذبين﴾ فيما رماها به، ولأجل قطعه بهذه الأيمان الغليظة بصدقه وحكم الله بخلاصه انتفى عنه الولد، فلزم من نفيه الفرقة المؤبدة من غير لفظ لعدم صلاحيتها أن تكون فراشاً له، لأن الولد للفراش، ولا يصح اللعان إلا عند حاكم، ولا يخفى ما في هذا من الإبعاد عن القذف بوجوب مزيد الاحتياط، لما في ذلك من التكرير والاقتران بالاسم الأعظم، والجمع بين الإثبات وما يتضمن النفي، والدعاء باللعن المباعد لصفة المؤمن، فإذا فعل الزوج ذلك سقط عنه العذاب بحد القذف وأوجبه على المقذوفة، فلذلك قال تعالى :﴿ويدرؤا﴾ أي يدفع ﴿عنها﴾ أي المقذوفة ﴿العذاب﴾ أي المعهود، وهو الحد الذي أوجبه عليها ما تقدم من شهادة الزوج ﴿أن تشهد أربع شهادات﴾ من خمس ﴿بالله﴾ الذي له جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى كما تقدم في الزوج ﴿إنه لمن الكاذبين﴾ فيما قاله عنها ﴿والخامسة﴾ من الشهادات ﴿أن غضب الله﴾ الذي له الأمر كله فلا كفوء له ﴿عليها﴾ وهو أبلغ من اللعن الذي هو الطرد، لأنه قد يكون بسبب غير الغضب، وسبب التغليظ عليها الحث على اعترافها بالحق لما يعضد الزوج من القرينة من أنه لا يتجشم فضيحة أهله المستلزم لفضيحته إلا وهو صادق، ولأنها مادة الفساد، وهاتكة الحجاب، وخالطة الأنساب ﴿إن كان﴾ أي كوناً راسخاً ﴿من الصادقين﴾ أي فيما رماها به ؛ روى البخاري في التفسير وغيره عن ابن عباس وغيره ـ رضى الله عنه ـ م


الصفحة التالية
Icon