أو يكون قبل نزول آية الحجاب فإنها كانت في سورة الأحزاب سنة خمس أو ست من الهجرة، وصلاة العيد شرعت في السنة الثانية من الهجرة).
س: ولكن أخي، الإسلام ليس دين المظاهر فأنا -والحمد لله- أصلي وأصوم وأعامل الناس بخلق حسن وأساعد الفقراء.
فما الداعي للحجاب مع كل هذه العبادات والله تعالى لا ينظر إلى صورنا وأجسامنا ولكن ينظر إلى قلوبنا؟
ج: من المعلوم أن التبرج من الفحشاء والمنكر، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[العنكبوت: ٤٥] فلو أنك تؤدين الصلاة على الوجه المطلوب بخشوعٍ كما أمر الله لكان ذلك دافع لك إلى الالتزام بالحجاب الشرعي وليس العكس.
ولو كان الحجاب مظهرًا من المظاهر لما توعد الله عز وجل المتبرجات بالنار، والحرمان من الجنة وعدم شم ريحها على لسان الصادق المصدوق ﷺ حيث قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
-وكذلك فإن الحجاب هو الذي يميز بين المسلمة العفيفة الطائعة والمتبرجة العاصية.
س: ولكن في الحديث (إن الله لا ينظر إلى صوركم)؟
ج: ليس في الحديث ما يدل على ما تقولين، فإن القلوب إذا طهرت استقامت الجوارح وانقادت إلى طاعة الله تعالى، وكانت الأعمال موافقة لمرضاة الله تعالى.
وكذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى الأعمال الصالحة والحجاب منها.
أما الصور والأموال التي لا ينظر الله عز وجل إليهما فهي التي في غير طاعة الله، وهي التي فيها الكبر والخيلاء والإعجاب بالنفس.
س: ولكن المرأة لا تعيش مرتين، والحجاب يقيد حريتي ويمنعني من التمتع بشبابي؟