وفي الموطأ عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه بلغه عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أنه قال " ما ظهر الغلول فب قوم قط إلا ألقى في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنى في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم قط المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو " وروى الطبراني في الأوسط عن أبي ذر ـ رضى الله عنه ـ أن النبي ـ ﷺ ـ قال :" إذا كثرت الفاحشة كثر الفساد، وجار السلطان " وفيه :" أمثلهم في ذلك الزمان المداهن.
إذا ظهر الربا والزنى في قرية آذن الله في هلاكها " رواه الطبراني عن ابن عبايس ـ رضى الله عنهما ـ، وأما المعنوي فروى الإمام أحمد عن أبي أمامة ـ رضى الله عنه ـ قال :" ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها "
قال ابن كثير : وروي هذا مرفوعاً عن ابن عمر وحذيفة وعائشة ـ رضى الله عنه ـ م ولكن في أسانيدها ضعف.
وساق له شاهداً من الطبراني عن ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ بلفظ :" إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه " فعلم من ذلك أن من تخلق بما أمره الله هنا كان قلبه موضعاً للحكمة، وفعله أهلاً للنجح، وذكره مقروناً بالقبول.
ولما كان الزكاء يتضمن التكثير والتطهير، وكان الكلام هنا في غض البصر، وكان ظاهراً جداً في الطهارة، لم يدع داع إلى التأكيد بالتصريح بالطهارة، وأما آية البقرة فلما كانت في العضل، وكان لا يكون إلا عن ضغائن وإحن فكان الولي رما ظن أن منعها عمن عضلها عنه أطهر له ولها.
أكد العبارة بفعل الزكاء بالتصريح بما أفهمه من الطهارة.


الصفحة التالية
Icon