فصل


قال الفخر :
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا ﴾
اعلم أن هذا هو النوع الثاني من الدلائل وفيه مسألتان :
المسألة الأولى :
قوله :﴿أَلَمْ تَرَ﴾ بعين عقلك والمراد التنبيه والإزجاء السوق قليلاً قليلاً، ومنه البضاعة المزجاة التي يزجيها كل أحد وإزجاء السير في الإبل الرفق بها حتى تسير شيئاً فشيئاً ثم يؤلف بينه، قال الفراء ( بين ) لا يصلح إلا مضافاً إلى اسمين فما زاد، وإنما قال ﴿بَيْنَهُ﴾ لأن السحاب واحد في اللفظ، ومعناه الجمع والواحد سحابة، قال الله تعالى :﴿وَيُنْشِىء السحاب الثقال﴾ [ الرعد : ١٢ ] والتأليف ضم شيء إلى شيء أي يجمع بين قطع السحاب فيجعلها سحاباً واحداً ﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً﴾ أي مجتمعاً، والركم جمعك شيئاً فوق شيء حتى تجعله مركوماً، والودق : المطر، قاله ابن عباس وعن مجاهد : القطر، وعن أبي مسلم الأصفهاني : الماء.
﴿مِنْ خِلاَلِهِ﴾ من ( شقوقه ومخارقه ) (١) جمع خلل كجبال في جمع جبل، وقرىء ﴿مِنْ خلله ﴾.
(١) في الكشاف (فتوقه ومخارجه) ٣/ ٧٠ ط. دار الفكر.


الصفحة التالية
Icon