وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم :﴿ ثلاثَ عورات ﴾ بنصب الثاء ؛ قال أبو علي : وجعلوه بدلاً من قوله :﴿ ثلاثَ مَرَّات ﴾ والأوقات ليست عورات، ولكن المعنى : أنها أوقات ثلاث عورات، فلما حذف المضاف أعرب [ باعراب المحذوف ].
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وسعيد بن جبير، والأعمش :﴿ عَوَرات ﴾ بفتح الواو، ﴿ ليس عليكم ﴾ يعني : المؤمنين الأحرار ﴿ ولا عليهم ﴾ يعني : الخدم والغلمان ﴿ جُنَاح ﴾ أي : حرج ﴿ بَعْدَهُنَّ ﴾ أي : بعد مُضي هذه الأوقات، أن لا يستأذنوا.
فرفع الحرج عن الفريقين، ﴿ طَوَّافُون عليكم ﴾ أي : هم طوافون عليكم ﴿ بعضُكم على بعض ﴾ أي : يطوف بعضكم وهم المماليك على بعض وهم الأحرار.

فصل


وأكثر علماء المفسرين على أن هذه الآية محكمة، وممن روي عنه ذلك ابن عباس، والقاسم بن محمد، وجابر بن زيد، والشعبي.
وحكي عن سعيد بن المسيب أنها منسوخة بقوله :﴿ وإِذا بلغ الأطفال منكم الحُلُم فليستأذِنوا ﴾ ؛ والأول أصح، لأن معنى هذه الآية : وإِذا بلغ الأطفال منكم، أو من الأحرار الحلم، فليستأذنوا، أي : في جميع الأوقات في الدخول عليكم ﴿ كما استأذن الذين مِنْ قَبْلهم ﴾ يعني : كما استأذن الأحرار الكبار، الذين هم قبلهم في الوجود، وهم الذين أُمروا بالاستئذان على كل حال ؛ فالبالغ يستأذن في كل وقت، والطفل والمملوك يستأذنان في العورات الثلاث.


الصفحة التالية
Icon