قلت : هذا التأويل أصح التأويلين، وهو اللائق بهنّ في هذه الأزمان، وخاصّةً الشباب، فإنهنّ يتزيّن ويخرجن متبرِّجات ؛ فهن كاسيات بالثياب عاريات من التّقْوَى حقيقة، ظاهراً وباطناً، حيث تُبْدِي زينتها، ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهنّ، وذلك مشاهد في الوجود منهنّ، فلو كان عندهنّ شيء من التقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم أحد ما هنالك.
ومما يقوي هذا التأويل ما ذكر من وصفهنّ في بقيّة الحديث في قوله :"رؤوسهنّ كأسنمة البُخْت".
والبُخْت ضرب من الإبل عظام الأجسام، عظام الأسنمة ؛ شبه رؤوسهنّ بها لما رفعن من ضفائر شعورهنّ على أوساط رؤوسهنّ.
وهذا مشاهد معلوم، والناظر إليهنّ ملوم.
قال ﷺ :" ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرجال من النساء " خرّجه البخاري. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon