ملائكة يحملون صحائف أعمال العباد.
وفي رواية عن ابن عباس ثم ينزل ربنا جل جلاله في ظلل من الغمام قال تعالى "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ"
الآية ٢١٠ من سورة البقرة في ج ٣ ومما يدل على
هذا قوله جل قوله "الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ" أي السلطنة القاهرة والاستيلاء الكلي العام الثابت صورة ومعنى ظاهرا وباطنا، بحيث لا يزول أبدا ولا يغيب سرمدا هو ثابت "لِلرَّحْمنِ" وحده وهناك يزول ملك كل ملك ولا يبقى إلا ملك المالك الأعظم، فينادي المنادي "لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ" فلا يجيب أحد فيقول العظيم الجبار الجليل الغفار الستار "لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ" الآية ١٦ من سورة المؤمن في ج ٢ فيجيب نفسه بنفسه، وفي اتصافه تعالى بعنوان الرحمانية بشارة لمن مات مؤمنا به ونذارة بعدم
التّهوين على الكافر في قوله "وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً" ٢٦ شديدا عسره بالغا شره، وفيها إيذان بأنه يسير على المؤمنين، إذ خصّ عسره بالكافرين الذين لا تشملهم رحمته المتناهية في ذلك اليوم العظيم المنوه به بقوله "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ" حسرة وندامة على ما فاته من عمل الخير في الدنيا لا أعظم منه لأنه يوم الحسرة، والموقف كله يوم واحد ولكنه بالنسبة لطوله ولاختلاف ما يقع فيه من الأهوال التي تشيب الوليد يعد أياما لكل عذاب يوم، ولكل مجادلة يوم، ولكل محاسبة يوم، وذلك تقديري على نسبة أيام الدنيا، وهذه الآية عامة في كل ظالم لنفسه في الدنيا بحرمانه من الإيمان باللّه.
وقد صرفه بعض المفسرين للظالم المعروف بالظلم الموبق به عقبة بن معيط خليل أمية بن خلف الذي كان أسلم أولا فقال له أمية : وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا.