فارتدّ عن الإيمان، وتابعه على الكفر.
وقد جاء بالآية معرفا لتخصيصه به ونزول هذه الآية فيه.
ولكن تخصيصها لا يمنع عمومها لكل ظالم كما علمت من أن العبرة لعموم اللفظ لا بخصوص السبب "يَقُولُ" في ذلك اليوم العسير "يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ" في الدنيا "مَعَ الرَّسُولِ" محمد صلى اللّه عليه وسلم "سَبِيلًا" ٢٧ إلى النجاة من هول هذا اليوم، ليتني اتبعته ومت مؤمنا على دينه، فأتخلص من هذا العذاب المحيط بي، ثم طفق يدعو على نفسه بقوله "يا وَيْلَتى " يا هلاكاه على ما سلف من ارتدادي إلى الكفر ومتابعة أمية بن خلف "لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً" يريد أمية المذكور على خصوص الآية في عقبة المرتد، وعلى
إطلاقها تشمل كل ظالم ومضل كائنا من كان، لأن خصوص السبب لا يقيد الآيات "خَلِيلًا" ٢٨ مأخوذ من الخلة بضم الخاء بمعنى المودة لأنها تتخلل في النفس وتؤثر فيها تأثير السهم في الرميّة وتأثير الدم في العروق وعليه قوله :
تخللت مسلك الروح مني وبه سمي الخليل خليلا