وقد تقدمت قصصهم في الآية ٥٨ فما بعدها من سورة الأعراف المارة وسيأتي لقصصهم صلة في الآية فما بعدها من سورة هود في ج ٢ "وَقُرُوناً" دمرناهم أيضا "بَيْنَ ذلِكَ" بين نوح وشعيب "كَثِيراً" ٣٨ منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص كما سيأتي في الآية ٧١ من سورة المؤمن في ج ٢ أيضا "وَكُلًّا" من الجاحدين والمعاندين المار ذكرهم والآتي، لأن التنوين في كلا للعرض أي لكل منهم "ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ" في إقامة الحجة عليهم من أخبار الأولين "وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً" ٣٩ مزقناهم تمزيقا هائلا يتعجب منه لا تتصوره عقول البشر لعدم إجابتهم الدعوة أيضا "وَلَقَدْ أَتَوْا" أي طائفة من قومك يا محمد "عَلَى الْقَرْيَةِ" التي كانت مسكنا لقوم لوط المسماة سذوما باسم قاضيها
سذوم، وجاء في المثل : أجور من سذوم.
أعاذنا اللّه مما وقع عليها.
وإنما ذكر هذه القرية دون غيرها لأنها على طريقهم حين يذهبون إلى الشام وقد مروا بها مرارا كثيرة وتناقلت لهم أخبارها فهي "الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ" بالحجارة النازلة من السماء بعد أن قلبت وجعل أسفلها أعلاها "أَ فَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها" أجهلوها ألم يعلموا سبب تدميرها "بَلْ" رأوها وعرفوها وبلغهم ما وقع بأهلها ولكنهم "كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً" ٤٠ بعثا بعد الموت ولا يتوقعون حصوله وجهدهم هذا في إصرارهم على فعل الفحشاء أسّ عنادهم وأصل عتوهم ومنشأ عذابهم وسبب إهلاكهم


الصفحة التالية
Icon