فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الفرقان
تبارك : من البركة، وهى كثرة الخير لعباده، بإنعامه عليهم وإحسانه إليهم كما قال " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها " والفرقان : هو القرآن، سمى بذلك لأنه فرّق فى الإنزال كما قال :" وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ " على عبده :
أي على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، ووصفه بذلك تشريفا له بكونه فى أقصى مراتب العبودية، وتنبيها إلى أن الرسول لا يكون إلا عبدا للمرسل، وفيه ردّ على النصارى الذين يدّعون ألوهية عيسى عليه السلام، للعالمين : أي الثقلين من الإنس والجن، فقدره : أي هيّأه لما أعدّه له من الخصائص والأفعال.
الافتراء : الاختلاق والكذب، من قولهم : افتريت الأديم - الجلد - إذا قطّعته للإفساد، جاءوا : أي أتوا، والظلم : وضع الشيء فى غير موضعه، إذ هم قد نسبوا القبيح إلى من كان مبرأ منه، والزور : الكذب، والأساطير : واحدها أسطار أو أسطورة كأحدوثة، وهو ما سطّره المتقدمون، اكتتبها : أي أمر بكتابتها، تملى عليه : أي تلقى عليه بعد اكتتابها ليحفظها، بكرة وأصيلا : أي صباحا ومساء، والمراد دائما.
مسحورا : أي سحر فاختلّ عقله، الأمثال : أي الأقاويل العجيبة الجارية لغرابتها مجرى الأمثال، فضلوا : أي فبقوا متحيرين فى ضلالهم، أعتدنا : أي هيأنا والسعير : النار الشديدة الاشتعال، رأتهم : أي إذا كانت منهم بمرأى الناظر فى البعد، من قولهم : دور تتراءى أي تتناظر، ومنه قوله صلّى اللّه عليه وسلم :" إن المؤمن والكافر