وللبسنا عليهم ما يلبسون أي لو أنزلنا ملكا لم يكونوا يفهمون عنه حتى يكون رجلا وإذا كان رجلا لم يؤمنوا أيضا إلا بتأويل ٨ - وقوله جل وعز تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار آية ١٠ روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال قيل للنبي ﷺ إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا
وإن شئت جمعنا ذلك لك في الآخرة فقال يجمع لي ذلك في الآخرة فأنزل الله عز وجل تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا آية ١٠ ٩ - وقوله جل وعز إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا آية ١٢ قيل في معنى هذا قولان أحدهما سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظا وزفيرا واستشهد صاحب هذا القول بقوله عز وجل لهم فيها زفير وشهيق والقول الآخر أن المعنى سمعوا لها تغيظا عليهم كما قال
تعالى تكاد تميز من الغيظ
والقول الثاني أولى لأنه قال سمعوا لها ولم يقل سمعوا فيها ولا منها والتقدير سمعوا لها صوت تغيظ ١٠ - وقوله جل وعز دعوا هنالك ثبورا آية ١٣ قال مجاهد والضحاك أي هلاكا قال أبو جعفر يقال ما ثبرك عن كذا أي ما صرفك عنه فالمثبور ابن هو المصروف عن الخير والمعنى يقولون واثبوراه وروى علي بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال أول من يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على
جبينه ويسحبها يقول واثبوراه وتتبعه ذريته يقولون واثبوراه فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ١١ - ثم قال جل وعز قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون آية ١٥ وليس في ذلك خير فإنما هو على عملكم وعلى ما تفعلون ١٢ - ثم قال جل وعز كان على ربك وعدا مسئولا آية ١٦ قال محمد بن كعب أي يسأله وهو قول الملائكة صلى
الله عليه ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم