ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا آية ٢١ والعتو التجاوز فيما لا ينبغي ٢٠ - ثم قال جل وعز يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا آية ٢٢ روى عطية عن أبي سعيد الخدري حجرا محجورا قال حراما محرما قال الضحاك أي تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم يعني الكفار قال أبو جعفر والمعنى حراما عليكم البشرى ومن هذا حجر القاضي إنما هو منعه ومن هذا حجر الإنسان
٢١ - وقوله جل وعز وقدمنا إلى ما عملوا من عمل آية ٢٣ قال مجاهد وقدمنا أي عمدنا قال أبو جعفر وأصل هذا أن القادم إلى الموضع يعمد له ويقصد إليه ٢٢ - ثم قال جل وعز فجعلناه هباء منثورا آية ٢٣ روى أبو إسحق عن الحارث عن علي قال الهباء المنثور شعاع الشمس الذي يدخل من الكوة قال أبو جعفر وهباء جمع هباءة فيقال لما يكون من شعاع الشمس
وهو شبيه بالغبار هباء منثور ويقال لما يطير من تحت سنابك الخيل هباء منبث
وأصله من أهبأ قوله التراب إهباء له إذا أثاره كما قيل منينا كأنه أهباء ٢٣ - وقوله جل وعز أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا آية ٢٤ قال أبو جعفر القول في هذا كالقول في قوله تعالى أذلك خير أم جنة الخلد والفراء يذهب إلى أنه ليس في هذا سؤال البتة ٢٤ - ثم قال جل وعز وأحسن مقيلا آية ٢٤ قال قتادة أي مأوى ومنزلا قال أبو جعفر المقيل في اللغة هو المقام وقت القيلولة خاصة فقيل إن أهل الجنة ينصرفون إلى نسائهم مقدار وقت
نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ذلك الوقت ٢٥ - ثم قال جل وعز ونزل الملائكة تنزيلا آية ٢٥ قال قتادة تنزل ملائكة كل سماء سماء فيقول الخلائق لهم أفيكم ربنا جل وعز وذكر الحديث ٢٦ - ثم قال جل وعز الملك يومئذ الحق للرحمن آية ٢٦ لأن ملك الدنيا زائل