المسألة الثانية :
ذكروا في المهجور قولين : الأول : أنه من الهجران أي تركوا الإيمان به ولم يقبلوه وأعرضوا عن استماعه الثاني : أنه من أهجر أي مهجورا فيه ثم حذف الجار ويؤكده قوله تعالى :﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامرا تَهْجُرُونَ﴾ [ المؤمنون : ٦٧ ] ثم هجرهم فيه أنهم كانوا يقولون إنه سحر وشعر وكذب وهجر أي هذيان، وروى أنس عن النبي ﷺ أنه قال :" من تعلم القرآن ( وعلمه ) وعلق مصحفاً لم يتعهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول يا رب العالمين عبدك هذا اتخذني مهجوراً، اقض بيني وبينه " ثم إنه تعالى قال مسلياً لرسوله عليه الصلاة والسلام ومعزياً له ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ المجرمين﴾ وبين بذلك أن له أسوة بسائر الرسل، فليصبر على ما يلقاه من قومه كما صبروا ثم فيه مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon