ويقال : مسحوراً أي مخلوقاً، لأن الذي يكون مخلوقاً يكون حياته بالمعالجة بالأكل والشرب، فيسمى مسحوراً.
ويقال : مسحوراً أي سحر به.
قوله عز وجل :﴿ انظر كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الامثال ﴾ يعني : انظر يا محمد كيف وصفوا لك الأشباه إلى ماذا شبهك قومك بساحر وكاهن وكذاب ﴿ فُضّلُواْ ﴾ عن الهدى، ويقال ذهبت حيلتهم، وأخطؤوا في المقالة.
﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ﴾ يعني : لا يجدون حيلة، ولا حجة على ما قالوا لك، ولا مخرجاً لأنه تناقض كلامهم، حيث قالوا مرة : مجنون، ومرة : ساحر.
ثم قال عز وجل :﴿ تبارك ﴾ وتعالى، وقد ذكرناه ﴿ الذى إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْراً مّن ذلك ﴾ يعني : خيراً مما يقول الكفار في الآخرة ﴿ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً ﴾ في الجنة، ويقال في الدنيا إن شاء أعطاك.
وروى سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت قال : عن خيثمة قال : قيل للنبيِّ ﷺ إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتحها ما لم نعط من قبلك أحداً، ولا نعطي من بعدك أحداً، ولا ينقص ذلك مما عند الله شيئاً وإن شئت جمعناها لك في الآخرة.
قال ﷺ :" بَلْ اجْمَعُوها لِي في الآخِرَة " فنزل ﴿ تَبَارَكَ الذى إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْراً مّن ذلك ﴾ الآية قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر ( وَيَجْعَلُ ) بضم اللام على معنى خبر الابتداء والباقون بالجزم لأنه جواب الشرط ثم قال عز وجل ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بالساعة ﴾ معناه ولكن كذبوا بالساعة يعني : بالقيامة ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بالساعة سَعِيراً ﴾ يعني : هيأنا لمن كذب بالقيامة وقوداً، وهُوَ نار جهنم ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ ﴾ جهنم ﴿ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ ﴾ يعني : من مسيرة خمسمائة عام.
ويقال : من مسيرة خمسمائة سنة ﴿ سَمِعُواْ لَهَا ﴾ يعني : منها ﴿ تَغَيُّظاً ﴾ على الكفار ﴿ وَزَفِيراً ﴾ يعني : صوتاً كصوت الحمار.