وقال الثعلبى :
﴿ تَبَارَكَ ﴾
تفاعل، من البركة، عن ابن عباس، كأنّ معناه : جاء بكل بركة، دليله قول الحسن : تجيء البركة من قبله، الضحّاك : تعظّم، الخليل : تمجّد، وأصل البركة النّماء والزيادة.
وقال المحققون : معنى هذه الصفة ثبتَ ودام بما لم يزل ولا يزال، وأصل البركة الثبوت يقال : برك الطير على الماء وبرك البعير، ويقال : تبارك الله ولا يقال لله متبارك أو مبارك لأنّه ينتهى في صفاته وأسمائه الى حيث ورد التوقيف.
﴿ الذي نَزَّلَ الفرقان ﴾ القرآن ﴿ على عَبْدِهِ ﴾ محمد ﷺ ﴿ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ ﴾ الجنّ والإنس ﴿ نَذِيراً ﴾.
قال بعضهم : النذير هو القرآن، وقيل : هو محمد.
﴿ الذي لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ ممّا يطلق له صفة المخلوق ﴿ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ﴾ فسوّاه وهيّأه لما يصلح له، فلا خلل فيه ولا تفاوت.
﴿ واتخذوا ﴾ يعني عبدة الأوثان ﴿ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً * وَقَالَ الذين كفروا ﴾ يعني النضر بن الحرث واصحابه ﴿ إِنْ هذا ﴾ ما هذا القرآن ﴿ إِلاَّ إِفْكٌ افتراه ﴾ اختلقه محمد ﴿ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ﴾ يعني اليهود عن مجاهد، وقال الحسن بن عبيد بن الحضر : الحبشي الكاهن، وقيل : جبر ويسار وعدّاس مولى حويطب بن عبد العزى، قال الله سبحانه وتعالى ﴿ فَقَدْ جَآءُوا ﴾ يعني ما يلي هذه المقالة ﴿ ظُلْماً وَزُوراً ﴾ بنسبتهم كلام الله سبحانه الى الإفك والافتراء ﴿ وقالوا ﴾ أيضاً ﴿ أَسَاطِيرُ الأولين اكتتبها فَهِيَ تملى عَلَيْهِ ﴾ تُقرأ عليه ﴿ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾.