وقال الخازن :
قوله عزّ وجلّ ﴿ تبارك ﴾
تفاعل من البركة قيل : معناه جاء لكل بركة وخير وقيل معناه تعظيم ﴿ الذي نزل الفرقان ﴾ أي القرآن سماه فرقاناً لأنه فرق بين الحق، والباطل والحلال والحرام وقيل لأنه نزل مفرقاً في أوقات كثيرة ولهذا قال نزل بالتشديد لتكثير التفريق ﴿ على عبده ﴾ يعني محمداً ( ﷺ ) ﴿ ليكن للعالمين ﴾ أي للإنس والجن ﴿ نذيراً ﴾ قيل هو القرآن وقيل النذير هو محمد ( ﷺ ) ﴿ الذي له ملك السموات والأرض ﴾ أي هو المتصرف فيهما كيف يشاء ﴿ ولم يتخذ ولداً ﴾ أي هو الفرد في وحدانيته، وفيه رد على النصارى ﴿ ولم يكن له شريك في الملك ﴾ يعني هو المنفرد بالإلهية، وفيه رد على الثنوية وعباد الأصنام ﴿ وخلق كل شيء ﴾ مما تطلق عليه صفة المخلوق ﴿ فقدره تقديراً ﴾ أي سواه هيأه لما يصلح له لا خلل فيه ولا تفاوت، وقيل : قدر كل شيء تقديراً من الأجل والرزق فجرت المقادير على ما خلق.


الصفحة التالية
Icon