قوله تعالى :﴿ واتخذوا ﴾ يعني عبدة الأوثان ﴿ من دونه آلهة ﴾ يعني الأصنام ﴿ لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ﴾ يعني دفع ضر ولا جر نفع ﴿ ولا يملكون موتاً ﴾ أي إماتة ﴿ ولا حياة ﴾ أي إحياء ﴿ ولا نشوراً ﴾ أي بعثاً بعد الموت ﴿ وقال الذين كفروا ﴾ يعني النصر بن الحارث وأصحابه ﴿ إن هذا ﴾ أي ما هذا القرآن ﴿ إلا إفك ﴾ أي كذب ﴿ افتراه ﴾ أي اختلقه محمد ( ﷺ ) ﴿ وأعانه عليه قوم آخرين ﴾ قيل : هم اليهود وقيل عبيد بن الخضر الحبشي الكاهن، وقيل جبر ويسار وعداس بن عبيد كانوا بمكة من أهل الكتاب، فزعم المشركون أن محمداً ( ﷺ ) يأخذ منهم قال الله تعالى ﴿ فقد جاؤوا ﴾ يعني قائلي هذه المقالة ﴿ ظلماً وزوراً ﴾ أي بظلم وزور، وهو تسميتهم كلام الله بالإفك والافتراء ﴿ وقالوا أساطير الأولين اكتتبها ﴾ يعني النضر بن الحارث كان يقول : إن هذا القرآن ليس من الله وإنما هو مما سطره الأولون مثل حديث رستم واسفنديار ومعنى اكتتبها انتسخها محمد ( ﷺ ) من جبر ويسار وعداس وطلب أن تكتب له لأنه كان لا يكتب ﴿ فهي تملى عليه ﴾ أي تقرأ عليه ليحفظها لأنه لا يكتب ﴿ بكرة وأصيلاً ﴾ يعني غدوة وعشية قال الله تعالى رداً عليهم ﴿ قل ﴾ يا محمد ﴿ أنزله ﴾ يعني القرآن ﴿ الذي يعلم السر ﴾ أي الغيب ﴿ في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً ﴾ أي لولا ذلك لعاجلهم بعذابه ﴿ وقالوا مال هذا الرسول ﴾ يعنون محمداً ( ﷺ ) ﴿ يأكل الطعام ﴾ أي كما نأكل نحن ﴿ ويمشي في الأسواق ﴾ أي يلتمس المعاش كما نمشي نحن وإذا كان كذلك فمن أين له الفضل علينا، ولا يجوز أن يمتاز عنا بالنبوة وكانوا يقولون له لست بملك لأنك بشر مثلنا، والملك لا يأكل ولا يملك لأن الملك لا يتسوق وأنت تتسوق وتبتذل وما قالوه فاسد لأن أكله الطعام لكونه آدمياً، ولم يدع أنه ملك ومشيه في الأسواق


الصفحة التالية
Icon