فإن قلت : قد يشتهي الإنسان شيئاً، وهو لا يحصل في الجنة كأن يشتهي الولد ونحوه وليس هو في الجنة قلت إنّ الله يزيل ذلك الخاطر عن أهل الجنة، بل كان واحد من أهل الجنة مشتغل بما هو فيه من اللذات الشاغلة عن الالتفات إلى غيره ﴿ خالدين ﴾ أي في نعيم الجنة ومن تمام النعيم أن يكون دائماً، إذ لو انقطع لكان مشوباً بضرب من الغم وأنشد في المعنى :
أشد الغم عندي في سرور...
تيقن عنه صاحبه انتقالا
﴿ كان على ربك وعداً مسؤولاً ﴾ أي مطلوباً، وذلك أن المؤمنين سألوا ربهم في الدنيا حين قالوا ﴿ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ﴾ وقالوا ﴿ ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ﴾ يقول كان إعطاء الله المؤمنين جنة وعداً، وعدهم على طاعتهم إياه في الدنيا ومسألتهم إياه ذلك الوعد وقيل الطلبة من الملائكة للمؤمنين وذلك قولهم ﴿ ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ﴾ قوله تعالى ﴿ ويوم نحشر وما يعبدون من دون الله ﴾ يعني من الملائكة والإنس والجن مثل عيسى والعزير، وقيل يعني الأصنام ثم يخاطبهم ﴿ فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ﴾ أي أخطؤوا الطريق.


الصفحة التالية
Icon