وعن ابن عباس رضي الله عنها أنه يضيق عليهم كما يضيق الزج في الرمح ﴿ مُقْرِنِينَ ﴾ أي وهم مع ذلك الضيق مسلسلون مقرّنون في السلاسل قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال، أو يقرن مع كل كافر شيطانه في سلسلة وفي أرجلهم الأصفاد ﴿ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ﴾ حينئذ ﴿ ثُبُوراً ﴾ هلاكاً أي قالوا واثبوراه أي تعال يا ثبور فهذا حينك فيقال لهم ﴿ لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً واحدا وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً ﴾ أي إنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحداً إنما هو ثبور كثير ﴿ قُلْ أذلك خَيْرٌ ﴾ أي المذكور من صفة النار خير ﴿ أَمْ جَنَّةُ الخلد التى وَعِدَ المتقون ﴾ أي وعدها فالراجع إلى الموصول محذوف، وإنما قال :﴿ أذلك خير ﴾، ولا خير في النار توبيخاً للكفار ﴿ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء ﴾ ثواباً ﴿ وَمَصِيراً ﴾ مرجعاً.
وإنما قيل ﴿ كانت ﴾ لأن ما وعد الله كأنه كان لتحققه أو كان ذلك مكتوباً في اللوح قبل أن خلقهم ﴿ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءونَ ﴾ أي ما يشاؤونه ﴿ خالدين ﴾ حال من الضمير في ﴿ يشاؤون ﴾ والضمير في ﴿ كان ﴾ ل ﴿ ما يشاؤون ﴾ ﴿ على رَبّكَ وَعْداً ﴾ أي موعوداً ﴿ مَّسْئُولاً ﴾ مطلوباً أو حقيقاً أن يسأل أو قد سأله المؤمنون والملائكة في دعواتهم ﴿ رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ ﴾ [ آل عمران : ١٩٤ ] ﴿ رَبَّنَا ءاتِنَا فِى الدنيا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً ﴾ [ البقرة : ٢٠١ ] ﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التى وَعَدْتَّهُمْ ﴾
﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ ﴾ ﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ ﴾ للبعث عند الجمهور وبالياء : مكي ويزيد ويعقوب وحفص.
﴿ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله ﴾ يريد المعبودين من الملائكة والمسيح وعزير.
وعن الكلبي يعني الأصنام ينطقها الله.