وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن الصواف قال : بلغني أن يوم القيامة يقصر على المؤمنن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس، وإنهم ليقيلون في رياض الجنة، حين يفرغ الناس من الحساب، وذلك قوله :﴿ أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ إلى أن قال : وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : إني لأعرف الساعة التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة، وأهل النار، النار، الساعة التي يكون فيها ارتفاع الضحى الأكبرن إذ انقلب الناس إلى أهليهم، للقيلولة، فينصرف أهل النار إلى النار، وأما أهل الجنة فينطلق بهم إلى الجنة، فكانت قيلولتهم في الجنة، واطعموا كبد الحوت فأشبعهم كلهم فذلك قوله :﴿ أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ انتهى منه.
وذكر نحوه القرطبي مرفوعاً وقال : ذكره المهدوي. والظاهر أنه لا يصح مرفوعاً، وقال القرطبي أيضاً : وذكر قاسم بن أصبغ من حديث أبي سعيد الخدري، قال : قال رسول الله ﷺ :" فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " فقلت : ما أطول هذا اليوم. فقال ﷺ :" والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة المكتوبة " وهو ضعيف أيضاً، وما ذكره عن ابن مسعود من أنه قرأ :( ثّمّ إِنَّ مَقِيلَهُمْ لإلَى الجَحِيم ) معلوم أن ذلك ذلك شاذ لا تجوز القراءة به، وأن القراءة الحق ﴿ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجحيم ﴾ [ الصافات : ٦٨ ].
واعلم أن قول قتادة في هذه الآية معروف مشهور، وعليه فلا دليل في الآية لما ذكرنا، وقول قتادة هو أن معنى قوله :﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ أي منزلاً ومأوى، وهذا التفسير لا دليل فيه على القيلولة في نصف النهار كما ترى.


الصفحة التالية
Icon