وقال الآلوسى :
﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ ﴾
أي ما يتخذونك ﴿ إِلاَّ هُزُواً ﴾ على معنى ما يفعلون به إلا اتخاذك هزواً أي موضع هزو أو مهزواً به فهزوا إما مصدر بمعنى المفعول مبالغة أو هو بتقدير مضاف وجملة ﴿ إِن يَتَّخِذُونَكَ ﴾ جواب إذا، وهي كما قال أبو حيان.
وغيره تنفرد بوقوع جوابها المنفي بأن ولا وما بدون فاء بخلاف غيرها من أدوات الشرط.
وقوله تعالى :﴿ أهذا الذى بَعَثَ الله رَسُولاً ﴾ مقول قول مضمر أي يقول أهذا الخ.
والجملة في موضع الحال من فاعل يتخذونك أو مستأنفة في جواب ماذا يقولون؟
وجوز أن تكون الجواب.
وجملة ﴿ إِن يَتَّخِذُونَكَ ﴾ معترضة، وقائل ذلك أبو جهل ومن معه، وروى أن الآية نزلت فيه، والإشارة للاستحقار كما في يا عجباً لابن عمر وهذا، وعائد الموصول محذوف أي بعثه و﴿ رَسُولاً ﴾ حال منه وهو بمعنى مرسل.
وجوز أبو البقاء أن يكون مصدراً حذف منه المضاف أي ذا رسول أي رسالة وهو تكلف مستغنى عنه، وإخراج بعث الله تعالى إياه ﷺ رسولاً بجعله صلة وهم على غاية الانكار تهكم واستهزاء وإلا لقالوا : أبعث الله هذا رسولاً.
وقيل : إن ذلك بتقدير أهذا الذي بعث الله رسولاً في زعمه، وما تقدم أوفق بحال أولئك الكفرة مع سلامته من التقدير.
﴿ إِن كَادَ ﴾ إن مخففة من إن واسمها عند بعض ضمير الشأن محذوف أي إنه كاد ﴿ لَيُضِلُّنَا عَنْ ءالِهَتِنَا ﴾ أي ليصرفنا عن عبادتها صرفاً كلياً بحيث يبعدنا عنها لاعن عبادتها فقط، والعدول إلى الإضلال لغاية ضلالهم بادعاء أن عبادتها طريق سوي.


الصفحة التالية
Icon