وهذه الآية وكثير غيرها في القرآن يقرر أن أحداثاً فلكية ضخمة ستتم في ذلك اليوم. وكلها تشير إلى اختلال كامل في النظام الذي يربط أجزاء هذا الكون المنظور وأفلاكه ونجومه وكواكبه. وإلى انقلاب في أوضاعه وأشكاله وارتباطاته، تكون به نهاية هذا العالم. وهو انقلاب لا يقتصر على الأرض، إنما يشمل النجوم والكواكب والأفلاك. ولا بأس من استعراض مظاهر هذا الانقلاب كما جاءت في سور متعددة. ﴿ إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت. وإذا الجبال سيرت... وإذا البحار سجرت ﴾ ﴿ إذا السماء انفطرت. وإذا الكواكب انتثرت. وإذا البحار فجرت. وإذا القبور بعثرت ﴾ ﴿ إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت. وإذا الأرض مدت. وألقت ما فيها وتخلت. وأذنت لربها وحقت ﴾ ﴿ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ﴾ ﴿ إذا رجت الأرض رجا. وبست الجبال بسا. فكانت هباء منبثاً ﴾ ﴿ فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة. وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة. فيومئذ وقعت الواقعة ؛ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ﴾ ﴿ يوم تكون السماء كالمهل، وتكون الجبال كالعهن ﴾ ﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأخرجت الأرض أثقالها ﴾ ﴿ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن المنفوش ﴾ ﴿ فارتقبت يوم تأتي السماء بدخان مبين، يغشى الناس هذا عذاب أليم ﴾ ﴿ يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً ﴾ ﴿ السماء منفظر به ﴾ ﴿ إذا دكت الأرض دكاً ﴾ ﴿ فإذا برق البصر، وخسف القمر، وجمع الشمس والقمر ﴾ ﴿ فإذا النجوم طمست، وإذا السماء فرجت، وإذا الجبال نسفت ﴾ ﴿ ويسألونك عن الجبال فقل : ينسفها ربي نسفاً، فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً ﴾ ﴿ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ﴾ ﴿ ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ﴾ ﴿ يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ﴾ ﴿ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ﴾ فهذه الآيات كلها تنبئ بأن نهاية عالمنا هذا ستكون نهاية مروعة،