والرابع : أنهم الذين قتلوا حبيباً النجار، قتلوه في بئر لهم، وهو الذي قال :﴿ يا قوم اتَّبِعُوا المرسَلين ﴾ [ يس : ٢٠ ]، قاله السدي.
والخامس : أنهم قوم قتلوا نبيَّهم وأكلوه، وأولُ من عمل السحر نساؤهم، قاله ابن السائب.
قوله تعالى :﴿ وقُرُوناً ﴾ المعنى : وأهلكنا قروناً ﴿ بين ذلكَ كثيراً ﴾ أي : بين عاد وأصحاب الرَّسِّ، وقد سبق بيان القَرْن [ الانعام : ٦ ] وفي هذه القصص تهديد لقريش.
قوله تعالى :﴿ وكُلاًّ ضَرَبْنَا له الأمثال ﴾ أي : أعذرنا إِليه بالموعظة وإِقامة الحجَّة ﴿ وكُلاًّ تَبَّرْنَا ﴾ قال الزجاج : التَّتبير : التدمير، وكل شىء كسرته وفتّتّه فقد تبَّرته، وكُسارته : التِّبر، ومن هذا قيل لمكسور الزجاج : التِّبر، وكذلك تِبر الذهب.
قوله تعالى :﴿ ولقد أَتواْ ﴾ يعني كفار مكة ﴿ على القرية التي أُمطرت مَطر السّوء ﴾ يعني قرية قوم لوط التي رُميتْ بالحجارة، ﴿ أفَلم يكونوا يَرَونها ﴾ في أسفارهم فيعتبروا؟! ثم أخبر بالذي جرَّأهم على التكذيب، فقال :﴿ بل كانوا لا يَرْجُون نُشوراً ﴾ أي : لا يخافون بعثاً، هذا قول المفسرين.
وقال الزجاج : الذي عليه أهل اللغة أن الرجاء ليس بمعنى الخوف، وإِنما المعنى : بل كانوا لا يرجون ثواب عمل الخير، فركبوا المعاصي. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon