السؤال الرابع : كيف إعراب قوله :﴿الرحمن فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ ؟ الجواب :﴿الذى خَلَقَ﴾ مبتدأ و ﴿الرحمن﴾ خبره، أو هو صفة للحي، والرحمن خبر مبتدأ محذوف ولهذا أجاز الزجاج وغيره أن يكون الوقف على قوله ﴿عَلَى العرش﴾ ثم يبتدىء بالرحمن أي هو الرحمن الذي لا ينبغي السجود والتعظيم إلا له، ويجوز أن يكون الرحمن مبتدأ وخبره قوله :﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾.
السؤال الخامس : ما معنى قوله :﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ ؟ الجواب : ذكروا فيه وجوهاً أحدها : قال الكلبي معناه فاسأل خبيراً به وقوله :﴿بِهِ﴾ يعود إلى ما ذكرنا من خلق السماء والأرض والاستواء على العرش والباء من صلة الخبير وذلك الخبير هو الله عز وجل لأنه لا دليل في العقل على كيفية خلق الله السموات والأرض فلا يعلمها أحد إلا الله تعالى وعن ابن عباس أن ذلك الخبير هو جبريل عليه السلام وإنما قدم لرؤوس الآي وحسن النظم وثانيها : قال الزجاج قوله :﴿بِهِ﴾ معناه عنه والمعنى فاسأل عنه خبيراً، وهو قول الأخفش، ونظيره قوله :
﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ [ المعارج : ١ ] وقال علقمة بن عبدة :
فإن تسألوني بالنساء فإنني.. بصير بأدواء النساء طبيب
وثالثها : قال ابن جرير الباء في قوله :﴿بِهِ﴾ صلة والمعنى فسله خبيراً، وخبيراً نصب على الحال ورابعها : أن قوله ﴿بِهِ﴾ يجري مجرى القسم كقوله :﴿واتقوا الله الذى تَسَاءلُونَ بِهِ﴾ [ النساء : ١ ].
أما قوله :﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسجدوا للرحمن قَالُواْ وَمَا الرحمن﴾ فهو خبر عن قوم قالوا هذا القول.


الصفحة التالية
Icon