ونصبه إما على أنه نعت لمصدر محذوف أي مشيا هونا أو على أنه حال من ضمير ﴿ يَمْشُونَ ﴾ والمراد يمشون هينين في تؤدة وسكينة ووقار وحسن سمت لا يضربون بأقدامهم ولا يخفقون بنعالهم أشراً وبطراً، وروي نحو هذا عن ابن عباس.
ومجاهد.
وعكرمة.
والفصيل بن عياض.
وغيرهم، وعن الإمام أبني عبد الله رضي الله تعالى عنه أن الهون مشى الرجل بسجيته التي جبل عليها لا يتكلف ولا يتبختر.
شوأخرج الآمدي في "شرح ديوان الأعشى" بسنده عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه رأى غلاماً يتبختر في مشيته فقال له : إن البخترة مشية تكره إلا في سبيل الله تعالى.
وقد مدح الله تعالى أقواماً بقوله سبحانه :﴿ وَعِبَادُ الرحمن الذين يَمْشُونَ على الأرض هَوْناً ﴾ فاقصد في مشيتك.
وقيل : المشي الهون مقابل السريع وهو مذموم.
فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة.
وابن النجار عن ابن عباس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن "
وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران إن ﴿ هَوْناً ﴾ بمعنى حلماء بالسريانية فيكون حالاً لا غير.
والظاهر أنه عربي بمعنى اللين والرفق.
وفسره الراغب بتذلل الإنسان في نفسه لما لا يلحق به غضاضة وهو الممدوح.
ومنه الحديث " المؤمن هين لين " والظاهر بقاء المشي على حقيقته وأن المراد مدحهم بالسكينة والوقار فيه من غير تعميم.
نعم يلزم من كونهم يمشون كذلك أنهم هينون لينون في سائر أمورهم بحكم العادة على ما قيل.
واختار ابن عطية أن المراد مدحهم بعدم الخشونة والفظاظة في سائر أمورهم وتصرفاتهم.
والمراد أنهم يعيشون بين الناس هينين في كل أمورهم.
وذكر المشي لما أنه انتقال في الأرض وهو يستدعي معاشرة الناس ومخالطتهم واللين مطلوب فيها غاية الطلب.
قم قال : وأما أن يكون المراد مدحهم بالمشي وحده هوناً فباطل فكم ماش هوناً رويداً وهو ذنب أطلس.


الصفحة التالية
Icon