وقد تقدم ذلك عند قوله :﴿ كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموتُ إن ترك خيراً الوصية للوالدَيْن ﴾ [ البقرة : ١٨٠ ].
والإشارة في قوله :﴿ بين ذلك ﴾ إلى ما تقدم بتأويل المذكور، أي الإسراف والإِقتار.
والقَوام بفتح القاف : العدل والقصد بين الطرفين.
والمعنى : أنهم يضعون النفقات مواضعها الصالحة كما أمرهم الله فيدوم إنفاقهم وقد رغب الإسلام في العمل الذي يدوم عليه صاحبه، وليسير نظام الجماعة على كفاية دون تعريضه للتعطيل فإن الإسراف من شأنه استنفاد المال فلا يدوم الإنفاق، وأما الإقتار فمن شأنه إمساكُ المال فيُحرم من يستأهله.
وقوله :﴿ بين ذلك ﴾ خبرُ ﴿ كَان ﴾ و ﴿ قَواماً ﴾ حال موكِّدة لمعنى ﴿ بين ذلك ﴾.
وفيها إشعار بمدح ما بين ذلك بأنه الصواب الذي لا عِوَج فيه.
ويجوز أن يكون ﴿ قَواما ﴾ خبر ﴿ كان ﴾ و ﴿ بين ذلك ﴾ ظرفا متعلقاً به.
وقد جرت الآية على مراعاة الأحوال الغالبة في إنفاق الناس.
قال القرطبي : والقَوام في كل واحد بحسب عياله وحاله ولهذا ترك رسول الله ﷺ أبا بكر الصديق يتصدق بجميع ماله ومنع غيره من ذلك. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon