والعدوّ والصديق يجيئان بمعنى الواحد والجماعة قال تعالى (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) الآية ٥١ من سورة الكهف في ج ٢ والصنم ما كان على صورة ابن آدم من حجر أو غيره، والوثن يطلق على كل ما يعبد من دور اللّه ناميا أو غير نام حساسا أو غير حساس، فهو أعم من الصنم، ثم استثنى مما عمم فقال "إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ" ٧٧ استثناء منقطعا لعدم دخوله تحت لفظ الأعدا أي لكن رب العالمين ربي ووليي المستحق للعبادة "الَّذِي خَلَقَنِي" من العدة ووفقني لدينه القويم "فَهُوَ يَهْدِينِ" ٧٨ إلى طريق النجاة هداية تدريجية من الولادة إلى الوفاة، أولها هدايته إلى مصّ الثدي وآخرها إلى الطريق الموصل إلى الجنة، وما بينهما إلى جلب المنافع ودفع المضار "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي" مما خلقه لي من الأرض وأنزله من السماء من غير حول لي ولا قوة "وَيَسْقِينِ" ٧٩ من الماء الذي ينزل من السماء فيسلكه في الأرض التي هي أصله "وَإِذا مَرِضْتُ" أسند المرض له عليه السّلام تأدبا مع ربه.
مطلب أكثر الموت من الأكل والشرب والحر والقر ومحبة الذكر الحسن :
ذلك لأن أكثر أسباب المرض وإن كانت في الحقيقة من اللّه، إلا أنها تحدث من التفريط في الأكل والشرب وعدم الوقاية من الحر والبرد، وفيه قيل :
فان الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب


الصفحة التالية
Icon