وأخرج احمد والترمذي وابن ماجه عن ثوبان قال : لما نزلت (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) الآية ٧٥ من سورة التوبة في ج ٣ قال بعض أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لو علمنا أي المال خيرا اتخذناه، فقال صلّى اللّه عليه وسلم أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة صالحة تعين المؤمن على إيمانه.
وفي هذه الآية دلالة على ان طلب المغفرة له حال لا كما قال بعض المفسرين بعد موته، لأنه مات كافرا ولا
يجوز الاستغفار للكافر كما مرّ وفيها اشارة أخرى إلى أنه لا ينفع المال صاحبه، ولو صرفه في وجوه البر إذا كان صاحبه شاكا أو كافرا، ولا ينفع الولد والده ولو كان صالحا إذا كان أبوه شاكا أو كافرا، فصلاح المال والولد ينفع عند اللّه إذا كان صاحبهما مؤمنا به، والا لا، والى هنا انتهى كلام الخليل عليه السّلام، خلافا لابن عطية القائل إن هذه الآيات منقطعة عن كلامه مخالفة سياق الآيات، قال تعالى "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ" ٩٠ المعاصي حيث يروونها أمامهم، لأنها تقرب منهم في ذلك اليوم، ويتيقنون انهم محشورون إليها، لأن أهل الموقف حينما يقول اللّه تعالى (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) الآية ٥٩ من سورة يس المارة تنقسم إلى قسمين فأهل موقف السعادة تتراءى لهم الجنة، وأهل موقف الشقاوة تظهر لهم النار "وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ" ٩١ الذين أغواهم هواهم عن طريق الحق، وفي الآية إشارة إلى أن رحمة اللّه تسبق غضبه، كما جاء في الحديث، لأن إظهار جهنم لا يستلزم قربها، وتقريب الجنة هو تقريبها من داخليها