وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الشعراءوهي مكية ١ - من ذلك قوله جل وعز طسم آية ١ روى معمر عن قتادة قال طسم اسم ٢ - وقوله جل وعز تلك آيات الكتاب المبين آية ٢ لأن القرآن مذكور في التوراة والإنجيل فالمعنى هذه تلك آيات الكتاب
وقيل تلك بمعنى هذه ٣ - وقوله جل وعز لعلك باخع نفسك آية ٣
قال مجاهد وقتادة أي قاتل وقال الضحاك أي قاتل نفسك عليهم حرصا قال أبو عبيدة باخع أي مهلك قال أبو جعفر وأصل هذا من بخعه عبد أي أذله والمعنى لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان ٤ - وقوله جل وعز إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية آية ٤ أي لو شئنا لاضطررناهم عليه إلى الطاعة بأن نهلك كل من عصى ٥ - ثم قال جل وعز فظلت أعناقهم لها خاضعين آية ٤ في هذا أقوال قال مجاهد أعناقهم كبراؤهم
وقال أبو زيد والأخفش أعناقهم جماعاتهم يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة وقال عيسى بن عمر خاضعين وخاضعة ههنا واحد والكسائي يذهب إلى أن المعنى خاضعيها قال أبو جعفر قول مجاهد أعناقهم كبراؤهم
معروف في اللغة يقال جاءني عنق من الناس أي رؤساؤهم وكذل يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة ولهذا يقال على فلان عتق رقبة ولا يقال عتق عنق لما يقع فيه من الاشتراك وقول عيسى بن عمر أحسن هذه الأقوال وهو اختيار أبي العباس
والمعنى على قوله فظلوا لها خاضعين فأخبر عن المضاف إليه وجاء بالمضاف مقحما توكيدا كما قال الشاعر رأت مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلال وكما قال الشاعر وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم قال أبو العباس ومثله سقطت بعض أصابعه قال ومثله يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يلقينكم أبي في سوءة عمر فجاء بتيم الأول مقحما توكيدا
وأما قول الكسائي فخطأ عند البصريين والفراء ومثل هذا الحذف لا يقع في شئ من الكلام ٦٥ - وقوله جل وعز أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل