أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ" ٥٠ مر تفسير مثله في الآية ١٢٣ من الأعراف "قالُوا لا ضَيْرَ" لا ضرر فيما ينالنا من عذابك، لأنه منقطع في الدنيا "إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ" ٥١ رحمته الدائمة في الآخرة مؤمّلين عفوه عما صدر منا ونجاتنا من عذابه الأليم الدائم
"إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا" من الكفر والسحر "أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ" ٥٢ في هذا المشهد العظيم بأن اللّه هو رب العالمين لا أنت ولا غيرك وتقدم بسورة الأعراف وطه بما هو أوسع من هنا فراجعهما.
مطلب في السحر وكيفية إهلاك قوم فرعون :
واعلم أن السحر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الأول والثاني، وحقيقة اختلاط الضياء بالظلمة، فما هو بليل لما خالطه من أضواء الصبح، ولا هو بنهار لعدم طلوع الشمس للأبصار فكذلك فعل السحر ليس بباطل محقق فيكون عدما لأن العين أدركت أمرا لا تشك فيه، وما هو حق محض فيكون له وجود في عينه، لأنه ليس هو في نفسه كما تشهده العين وبظنّه الرأي، قال الشعراني بعد ما نقل هذا عن بعض الأكابر : كلام نفيس ما سمعنا مثله قط.


الصفحة التالية
Icon