وقوله تعالى :﴿ فقد كذبوا فسيأتيهم ﴾. الآية وعيد بعذاب الدنيا والآخرة. ويقوى أنه وعيد بعذاب الدنيا لأن ذلك قد نزل بهم كبدر وغيرها، ولما كان إعراضهم عن النظر في الصانع والإله من أعظم كفرهم وكانوا يجعلون الأصنام آلهة ويعرضون عن الذكر في ذلك، نبه على قدرة الله وأنه الخالق المنشىء الذي يستحق العبادة بقوله ﴿ أو لم يروا إلى الأرض ﴾ الآية، و" الزوج " النوع والصنف، و" الكريم " الحسن المتقن قاله مجاهد وقتادة، ويراد الأشياء التي بها قوام الأمور والأغذية والنباتات، ويدخل في ذلك الحيوان لأنه عن إنبات ومنه قوله تعالى :﴿ والله أنبتكم من الأرض نباتاً ﴾ [ نوح : ١٧ ]. قال الشعبي الناس من نبات الأرض فمن صار إلى الجنة فهو كريم ومن صار إلى النار فبضد ذلك وقوله تعالى :﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾. حتم على أكثرهم بالكفر ثم توعد تعالى بقوله :﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾. يريد عز في نقمته من الكفار ورحم مؤمني كل أمة، وقال نحو هذا ابن جريج، وفي لفظة ﴿ الرحيم ﴾ وعد. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾