قال الزمخشري : فإن قلت : ما معنى الجمع بين كم وكل؟ ولو قيل :﴿ أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾ قلت : دل كل على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل، وكم على أن هذا المحيط متكاثر مفرط الكثرة؟ فهذا معنى الجمع، وبه نبه على كمال قدرته. انتهى.
وأفرد ﴿ لآية ﴾، وإن كان قد سبق ما دل على الكثرة في الأزواج، وهو كم، وعلى الإحاطة بالعموم في الأزواج، لأن المشار إليه واحد، وهو الإنبات، وإن اختلفت متعلقاته، أو أريد أن في كل واحد من تلك الأزواج لآية.
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ : تسجيل على أكثرهم بالكفر.
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ : أي الغالب القاهر.
ولما كان الموضع موضع بيان القدرة، قدم صفة العزة على صفة الرحمة.
فالرحمة إذا كانت عن قدرة، كانت أعظم وقعاً، والمعنى : أنه عز في نقمته من الكفار ورحم مؤمني كل أمة. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon