وذلك أن موسى عليه السلام لما خرج ببني إسرائيل من مصر أظلم عليهم القمر فقال لقومه : ما هذا؟ فقال علماؤهم : إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله ألا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا.
قال موسى : فأيكم يدري قبره؟ قال : ما يعلمه إلا عجوز لبني إسرائيل ؛ فأرسل إليها ؛ فقال : دلّيني على قبر يوسف، قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي، قال : وما حكمك؟ قالت : حكمي أن أكون معك في الجنة ؛ فثقل عليه، فقيل له : أعطها حكمها ؛ فدلّتهم عليه، فاحتفروه واستخرجوا عظامه، فلما أقلوها، فإذا الطريق مثل ضوء النهار في رواية : فأوحى الله إليه أن أعطها ففعل، فأتت بهم إلى بحيرة، فقالت لهم : أنضبوا هذا الماء فأنضبوه واستخرجوا عظام يوسف عليه السلام ؛ فتبينت لهم الطريق مثل ضوء النهار.
وقد مضى في "يوسف".
وروى أبو بردة عن أبي موسى أن رسول الله ﷺ نزل بأعرابي فأكرمه، فقال رسول الله ﷺ :"حاجتك" قال : ناقة أرحلها وأعنزا أحلبها ؛ فقال رسول الله ﷺ :"فلم عجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل" فقال أصحابه : وما عجوز بني إسرائيل؟ فذكر لهم حال هذه العجوز التي احتكمت على موسى أن تكون معه في الجنة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon