وحكى يعقوب عن بعض القراء، أنه قرأ كل فلق باللام عوض الراء.
﴿ وأزلفنا ﴾ : أي قربنا، ﴿ ثم ﴾ : أي هناك، وثم ظرف مكان للبعد.
﴿ الآخرين ﴾ : أي قوم فرعون، أي قربناهم، ولم يذكر من قربوا منه، فاحتمل أن يكون المعنى : قربناهم حيث انفلق البحر من بني إسرائيل، أو قربنا بعضهم من بعض حتى لا ينجو أحد، أو قربناهم من البحر.
وقرأ الحسن، وأبو حيوة : وزلفنا بغير ألف.
وقرأ أبي، وابن عباس، وعبد الله بن الحارث : وأزلقنا بالقاف عوض الفاء، أي أزللنا، قاله صاحب اللوامح.
قيل : من قرأ بالقاف صار الآخرين فرعون وقومه، ومن قرأ بالعامة يعني بالقراءة العامة، فالآخرون هم موسى وأصحابه، أي جمعنا شملهم وقربناهم بالنجاة.
انتهى، وفي الكلام حذف تقديره : ودخل موسى وبنو إسرائيل البحر وأنجينا.
قيل : دخلوا البحر بالطول، وخرجوا في الصفة التي دخلوا منها بعد مسافة، وكان بين موضع الدخول وموضع الخروج أوعار وجبال لا تسلك.
﴿ إن في ذلك لآية ﴾ : أي لعلامة واضحة عاينها الناس وشاع أمرها.
قال الزمخشري :﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ : أي ما تنبه أكثرهم عليها ولا آمنوا.
وبنو إسرائيل، الذين كانوا أصحاب موسى المخصوصين بالإنجاء، قد سألوه بقرة يعبدونها، واتخذوا العجل، وطلبوا رؤية الله جهرة. انتهى.
والذي يظهر أن قوله :﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ : أي أكثر قوم فرعون، وهم القبط، إذ قد آمن السحرة، وآمنت آسية امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وعجوز اسمها مريم، دلت موسى على قبر يوسف عليه السلام، واستخرجوه وحملوه معهم حين خرجوا من مصر. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon