﴿ قَالَ ﴾ استئنافٌ مبنيٌّ على سؤالِ نشأ من تفصيلِ جوابهم ﴿ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ ﴾ أي هل يسمعُون دعاءَكم على حذف المضافِ أو يسمعونكم تدعُون كقولك سمعتُ زَيْداً يقول كيتَ وكيتَ فخذف لدلالةِ قوله تعالى :﴿ إِذْ تَدْعُونَ ﴾ عليه. وقُرىء هل يُسمعونكم من الإسماع أي هل يُسمعونكم شيئاً من الأشياءِ أو الجواب عن دعائكم وهل يقدِرون على ذلك. وصيغةُ المضارعِ من إذ على حكايةِ الحالِ الماضيةِ لاستحضار صُورتِها كأنَّه قيل لهم : استحضُروا الأحوالَ الماضيةَ التي كنتُم تدعونها فيها وأجيبُوا هل سمعُوا أو أسُمعوا قط.
﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ ﴾ بسبب عبادتِكم لها ﴿ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ أي يضرُّونكم بترككم لعبادتها إذ لا بُدَّ للعبادة لا سيَّما عند كونِها على ما وصفتُم من المبالغة فيها من جلب نفعٍ أو دفعِ ضُرَ.
﴿ قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَا ءابَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ اعترفُوا بأنَّها بمعزلٍ مَّما ذكر من السَّمعِ والمنفعةِ والمضرَّةِ بالمرَّة واضطرُّوا إلى إظهار أنْ لا سندَ لهم سوى التَّقليد أي ما علمنا أو ما رأينا منهم ما ذُكر من الأمور بل وجدنا آباءَنا كذلك يفعلُون أي مثلَ عبادِتنا يعبدون فاقتدينا بهم.
﴿ قَالَ أَفَرَءيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴾ أي أنظرتُم فأبصرتُم أو أتأمَّلتمُ فعلمتم ما كنتُم تعبدونَهُ.
﴿ أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ الأقدمون ﴾ حقَّ الإبصارِ أو حقَّ العلمِ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon