وقال الآلوسى :
﴿ واتل عَلَيْهِمْ ﴾
عطف على المضمر العامل في ﴿ إِذْ نادى ﴾ [ الشعراء : ١٠ ] الخ أي أذكر ذلك لقومك واتل عليهم ﴿ نَبَأَ إبراهيم ﴾ أي خبره العظيم الشأن حسبما أوحى إليك ليتأكد عندك لعدم تأثرهم بما فيه العلم بشدة عنادهم.
وتغيير الأسلوب لمزيد الاعتناء بأمر هذه القصة لأن عدم الإيمان بعد وقوفهم على ما تضمنته أقوى دليل على شدة شكيمتهم لما أن إبراهيم عليه السلام جدهم الذي يفتخرون بالانتساب إليه والتأسي به عليه السلام.
﴿ إِذْ قَالَ ﴾ منصوب على الظرفية لنبأ على ما ذهب إليه أبو البقاء أي نبأه وقت قوله ﴿ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ ﴾ أو على المفعولية لأتل على أنه بدل من ﴿ نبأ ﴾ [ الشعراء : ٦٩ ] على ما يقتضيه كلام الحوفي أي أتل عليهم وقت قوله لهم :﴿ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ على أن المتلوما قاله عليه السلام لهم في ذلك الوقت.
وضمير ﴿ قَوْمِهِ ﴾ عائد على إبراهيم، وقيل : عائد على أبيه ليوافق قوله تعالى :﴿ إِنّى أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِى ضلال مُّبِينٍ ﴾ [ الأنعام : ٧٤ ] ويلزم عليه التفكيك.
وسألهم عليه السلام عما يعبدون ليبني على جوابهم أن ما يعبدونه بمعزل عن استحقاق العبادة بالكلية لا للاستعلام إذ ذلك معلوم مشاهد له عليه السلام.
﴿ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين ﴾ لم يقتصروا على الجواب الكافي بأن يقولوا أصناماً كما في قوله تعالى :﴿ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا ﴾ [ النحل : ٣٠ ] ﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخمر قَالَ العفو ﴾ [ البقرة : ٢١٩ ] إلى غير ذلك بل أطنبوا فيه بإظهار الفعل وعطف دوام عكوفهم على أصنامهم مع أنه لم يسأل عنه قصداً إلى إبراز ما في نفوسهم الخبيثة من الابتهاج والافتخار بذلك.
وهو على ما في "الكشف" من الأسلوب الأحمق، والمراد بالظلول الدوام كما في قولهم : لو ظل الظلم هلك الناس.
وتكون ظل على هذا تامة.