وقد قال بمجيئها كذلك ابن مالك وأنكره بعض النحاة، وقيل : فعل الشيء نهاراً فقد كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل فتكون ظل على هذا ناقصة دالة على ثبوت خبرها لاسمها في النهار.
واختار بعض الأجلة لتبادر الدوام وكونه أبلغ مناسباً لمقام الابتهاج والافتخار، واختار الزمخشري الثاني لأنه أصل المعنى وهو مناسب للمقام أيضاً لأنه يدل على إعلانهم الفعل لافتخارهم به.
و﴿ عاكفين ﴾ على الأول حال وعلى الثاني خبر والجار متعلق به.
وإيراد اللام دون على لإفادة معنى زائد كأنهم قالوا نظل لأجلها مقبلين على عبادتها أو مستديرين حولها.
وهذا أيضاً على ما قيل من جملة إطنابهم.
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢)
﴿ قَالَ ﴾ استئناف مبني على سؤال نشأ من تفصيل جوابهم ﴿ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ ﴾ دخل فعل السماع على غير مسموع، ومذهب الفارسي أنه حينئذٍ يتعدى إلى اثنين ولا بد أن يكون الثاني مما يدل على صوت فالكاف هنا عنده مفعول أول والمفعول الثاني محذوف والتقدير هل يسمعونكم تدعون وحذف لدلالة قوله تعالى :﴿ إِذْ تَدْعُونَ ﴾ عليه.
ومذهب غيره أنه حينئذٍ متعد إلى واحد، وإذا وقعت بعده جملة ملفوظة أو مقدرة فهي في موضع الحال منه إن كان معرفة وفي موضع الصفة له إن كان نكرة.
وجوز فيها البدلية أيضاً.
وإذا دخل على مسموع تعدى إلى واحد اتفاقاً، ويجوز أن يكون ما هنا داخلاً على ذلك على أن التقدير هل يسمعون دعاءكم فحذف المضاف لدلالة ﴿ إِذْ تَدْعُونَ ﴾ أيضاً عليه، وقيل : السماع هنا بمعنى الإجابة كما في قوله ﷺ :" اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع " ومنه قوله عز وجل :﴿ إِنَّكَ سَمِيعُ الدعاء ﴾ [ آل عمران : ٣٨ ] أي هل يجيبونكم وحينئذٍ لا نزاع في أنه متعد لواحد ولا يحتاج إلى تقدير مضاف.
والأولى إبقاؤه على ظاهر معناه فإنه أنسب بالمقام، نعم ربما يقال : إن ما قيل أوفق بقراءة قتادة.


الصفحة التالية
Icon