وبهذا الاعتبار جُمع بني قوله ﴿ لكم عدوّ ﴾ [ فاطر : ٦ ] وقوله :﴿ فاتخذوه عدوّاً ﴾ [ فاطر : ٦ ].
والتعبير عن الأصنام بضمير جمع العقلاء في قوله :﴿ فإنهم ﴾ دون ( فإنَّها ) جرْي على غالب العبارات الجارية بينهم عن الأصنام لأنهم يعتقدونها مدركة.
وجملة :﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾ مفرّعة على جمل كلام القوم المتضمنة عبادتهم الأصنام وأنهم مقتدون في ذلك بآبائهم.
فالفاء في ﴿ أفرأيتم ﴾ للتفريع وقدم عليها همزة الاستفهام اتّباعاً للاستعمال المعروف وهو صدارة أدوات الاستفهام.
وفعل الرؤية قلبي.
ومثل هذا التركيب يستعمل في التنبيه على ما يجب أن يعلم على إرادة التعجيب مما يُعلم من شأنه.
ولذلك كثر إردافه بكلام يشير إلى شيء من عجائب أحوال مفعول الرؤية كقوله تعالى :﴿ أفرأيتَ الذي تولّى وأعطى قليلاً ﴾ [ النجم : ٣٣ - ٣٤ ] الآية، ومنه تعقيب قوله هنا ﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾ بقوله :﴿ فإنهم عدو لي ﴾.
وعطف ﴿ آباؤكم ﴾ على ﴿ أنتم ﴾ لزيادة إظهار قلة اكتراثه بتلك الأصنام مع العلم بأن الأقدمين عبدوها فتضمن ذلك إبطالَ شبهتهم في استحقاقها العبادة.
ووصف الآباء بالأقدمية إيغال في قلة الاكتراث بتقليدهم لأن عرف الأمم أن الآباء كلما تقادم عهدهم كان تقليدهم آكد. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon