ولما كانت حياة الكافر في غاية الضيق والنكد وإن كان في أصفى رغد، عبر بما يدل على القحط بصيغة القلة وإن كان السياق يدل على أنها للكثرة فقال :﴿سنين ثم جاءهم﴾ أي بعد تلك السنين المتطاولة، والدهور المتواصلة ﴿ما كانوا يوعدون﴾ أي مما طال إنذارك إياهم به وتحذيرك لهم منه على غاية التقريب لهم والتمكين في إسماعهم، أخبرني ﴿ما﴾ أي أيّ شيء ﴿أغنى عنهم﴾ أي فيما أخذهم من العذاب ﴿ما كانوا﴾ أي كوناً هو في غاية المكنة وطول الزمان ﴿يمتعون﴾ تمتيعاً هو في غاية السهولة عندنا، وصوره بصورة الكائن تنديماً عليه، والمعنى أنه ما أغنى عنهم شيئاً لأن عاقبته الهلاك، وزادهم بعداً من الله وعذابه بزيادة الآثام الموجبة لشديد الانتقام. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٣٩٠ ـ ٣٩٥﴾


الصفحة التالية
Icon